المراسل التلفزيوني بين اللغة العربية واللهجة المحكيّة
بيروت / غفران حدّاد
يرى كثيرون إن إستخدام المراسل التلفزيوني اللهجة المحكية هي الأكثر صدقاً ومباشرة ولا يعني إخراج الرسالة الإعلامية من المعنى، فيما يرى آخرون أن استخدام اللغة العربية الفصحى ستكون حسب نوع الحدث الذي يقوم المراسل بتغطيته.
تؤكد الإعلامية اللبنانية سلام اللحام إنه:” يجب اولاً على الإعلامي أن يتمتع بالموضوعية والدقة في نقل الخبر أو الحدث ، وأن يكون مثقفاً وغير منحاز لفئة معينة ، وأن يكون مسؤولاً عن كلامه ويتوخى الدقة في نقل نبض الثورات والمظاهرات التي يشهدها وطننا العربي “.
مبينة:”من البديهي أن يستخدم المراسل اللغة الفصحى لأنها لغتنا الأم ويجب أن نحافظ عليها وننقلها إلى العالم بأسره ، ولكننا في هذا العصر نشهد تراجعاً كبيراً في استخدامها بطريقة سلسة وسليمة ربما لأسباب كثيرة منها : كثرة وسائل التواصل الاجتماعي التي تعتمد على اللهجة المحكية بالإضافة إلى عدم تمكن العديد من المراسلين من توصيف الأحداث والوقائع بالفصحى لذلك يعتمدون العامية أو المحكية في تغطية الثورات والتظاهرات واللقاء بالمواطنين وطرح أفكاركم و مناقشتها بالعامية ربما يكون أسهل بكثير”.
فيما تشير جاكلين سلام، شاعرة وكاتبة ومترجمة سورية :” بحكم اقامتي الطويلة في كندا أحب أن اسمع اللقاءات بلهجة الشارع العربي الذي تجري فيه المقابلات. وكذلك أفضل أن يكون الحوار بالعامية حتى وان كان الضيوف متفقا عليهم ويتقنون اللغة الفصحى. مع الأخذ بعين الاعتبار أن اللغة الفصحى صعبة للغاية ولا يكاد يجيدها باتقان شديد إلا القلة القليلة من العاملين \في هذا الحقل. بصدق، نعترف بأن أكبر القنوات التلفزيونية ما تزال توظف مدققا لغويا، وكذلك الصحف والمجلات العربية. التدقيق والتنقيح وظيفة خلقت لتنظيف الكتابة من العثرات وللنطق السليم للكلمات امام التلفزيون من الشوائب اللغوية التي اعتاد اللسان نطقها بعفوية”.
مشيرة:” الان وفي عصر السرعة والتغيرات التكنولوجية الماسحة والارسال المستمر في الفضائيات مدة 24 ساعة، سيتغير دور اللغة الفصحى الذي كان مقدسا ولا يقبل المجاملة. لن يكون هناك وقت للتفكير في كيفية صياغة الجملة ونطقها مضبوطة بحركات الاعراب والنحو الصحيح. ولو أردنا هذا، لن نجد إلا النخبة الثقافية النادرة على المنابر وأمام الشاشات او خلف ما يكرفون الراديو ، ومن خلال تجربتي في المهجر أجد أن اللهجة المحكية هي الأصدق والأقرب إلى ذهن وقلب المتكلم”.
زر الذهاب إلى الأعلى