منوعات

حضارة المبدعين

لايمكن لقارىء التاريخ المصرى تخيل شكل الحضارة المصرية دون المبدعين فى جميع الحرف والفنون والمجالات.

بقلم / نورهان بدر الدين 

لايمكن بأى حال من الاحوال تخيل وجه مصر دون مبدعيها فلولاهم ماكانت الحضارة ولولاهم ماكان التاريخ قامت الحضارة المصرية منذ القدم على اكتاف المبدعين وبنيت بسواعدهم.

فلولا النحاتين القدماء مارأينا هذا التاريخ المذهل ولا عرفناة من جدران المعابد الى أوراق البردى وتكشف لنا النقوشات المصرية القديمة مدى أهتمام المجتمع آن ذاك بالفنون.

فنرى صور توضيحية للفتايات العازفات على آله القيثارة التى أختلف أحجامها وأطوالها وطريقة العزف عليها مما يوضح ابداع المصرين فى صناعة الالات الوترية بأوتارها وصندوقها الصوتى.

كما نجد لديهم آله الناى بشكلها التقليدى و توضح لنا أندماج المصرين القدماء فى العزف على ألات النفخ بشكلها الذى يماثل شكلها الحالى.

ولم يقتصر العزف على الرجال فقط بل توضح النقوشات القديمة ان للمبدعات المصريات دور كبير فى صناعة الحضارة كما عرف المصرين جميع علوم الفلك وفنون العمارة.

وأجادو فيها فى  كل العصور القديمة  فيكفينا نظرة واحدة لما تركوة من إرث عظيم لنرى ابداعاتهم فى المعابد والتماثيل والادوات المنزلية وصناعة الاكسسوار والحلى والبواريك والذهب والفضة والفخار.

ثم امتداد ابداعاتهم للعصور التالية فنرى ابدعات خالدة فى فن العمارة فى العصر القبطى  والتطور فى بناء القصور والمدارس فى عصر العمارة الاسلامية.

  كما كان للحرفين المبدعين دور كبير فى تميز مصر عن سائر البلدان المجاورة مما جعل السلطان الغازى سليم الاول يسلب من مصر مبدعيها.

ويرحلهم لبناء أسطنبول مما تسبب فى أنقراض أكثر من 50 حرفة وصناعة  تميزت بها مصر  مما ادى الى عزلتها لثلاثة قرون تالية ولكن هل ينضب نهر الابداع المصرى لايكون ذلك ابدأ ومصر تنجب فى كل شارع  مبدع وفى كل شبرفنان حتى تكاد ترى الابداع والفن فى وجه أصغر طفل يلهو فى طرقاتها.

جاء محمد على ليبداء بناء مصر الحديثة فكانت نهضة فنية وثقافية وعلمية وصناعية وزراعية كبرى حتى تكاد ترى المبدعون فى كل المجالات يتسابقون لترك بصماتهم فى كل ركن من أركان الحضارة.

عرفت مصر فن المسرح  منذ عصر الفراعنة وتطور فى العصر اليونانى وامتد الى العصر العربى مع ظهور الشعراء وزيوع صيتهم  فى سائر المنطقة العربية.

فاصبح للتنافس بينهم مكانة كبرى وفى العصر المملوكى فى القرن 13 انتشر فن خيال الظل فى ربوع مصر وكان مصاحبا للشحصيات قصة واشعار وموسيقى وكان له فنانين ومؤلفين ذاع صيتهم وعرف الناس رواياتهم ومع دخول الحملة الفرنسية انشأ

نابليون اول مسرح بالمفهوم الحديث وتكونت الفرق المسرحية حتى جاء عصر الخديوي اسماعيل.

الذى شهد إنشاء دار الاوبرا المصرية فى الازبكية عام 1869ليبداء عصر جديد لا تستطيع فية فصل مصر عن مبدعيها كانت البداية مع يعقوب صنوع الذى صنع مسرحاً يضاهى المسرح الاوربى.

حتى أصبحت مصر مركز لجذب المبدعين الذين اتوا لتقديم فنونهم فى مصر فلم يستطيعوا المغادرة ومع افتتاح قناة السويس.

وبناء المدن الحديثة والجامعة المصرية عام 1908 أصبح لكل مبدع مكان لتنمية  مهاراتة فتفجرت المواهب المصرية فى كل المجالات فامتلأت مصر بالكتاب والشعراء والرسامين والمهندسين والعلماء والقانونين.

كما افتتحت السينما المصرية  التى قدمت اول عروضها فى الاسكندرية عام 1896بعد اول عرض سينمائى شهدة العالم فى جراند كافية فى باريس  بأيام.

ثم كان العرض المصرى الثانى والثالث على مستوى العالم فى بوسعيد عام 1898وسرعان ما افتتحت أول سينما توجرافى  ل لومبير فى الاسكندرية 1897.

وشهد العام 1907 بداية الانتاج المصرى السنمائى  .شكلت عزيمة المبدعن المصرين فصلاً جديدا من فصول الحضارة فبينما كان طه حسين والعقاد والمنفلوطى وشوقى وحافظ ابراهيم يقدمون إبداعاتهم الثقافية للمجتمع المصرى.

كان مصطفى مشرفة وسميرة موسى يبدأون فى جلب العلوم الحديثة لمصر ويكتب عبد الوهاب والسنباطى وزكريا احمد سطرا جديدا للموسقى المصرية بينما الريحانى والكسار وبديع خيرى يصنعون مسرح حديث مماثل للغرب.

وكان فى الاسكندرية سيد درويش وبيرم التونسى يقدمون فنهم المذهل للمستمعين . فتحت السينما المصرية الباب على مصرعية للمبدعين.

بعد ان اصبحت سينما ناطقة فقدمت مبعدبن كيوسف وهبى وفاتن حمامة وفؤاد المهندس وشويكار وهند رستم وعمر الشريف وحسن الامام ويوسف شاهين.

  بينما كانت أم كلثوم تبداء عصرا جديدا للاغنية المصرية لم تشهد مثلة من قبل فى تلك الاثناء كان محمود مختار  يقدم نهضة مصر واقعا ملموساً للجميع فاصبح رائد لفن النحت المصرى.

وكأن بين يدية خفة ومهارة وابداع من نقش المعابد وبنى الاهرام بينما كان على لبيب جبر ينهى سيطرة المعمارين الاجانب ليبداء عصراً جديداً من مشاركة المهندسين المعمارين المصرين فى النهضة الانشائية الحديثة.

ليقدم حسن فتحى ابداعاتة المعمارية المميزة ليبداء عصراً من الابداع فى كل المجالات فهل نضب نهر الابداع المصرى وهل خلت الارض من مبدعيها.

لماذا لا يجد الموهوبين الان اى فرصة لاحتضان أبداعاتهم زيارة واحدة لاى مكان معنى بالابداع والفنون ستكتشف ان المواهب المهمشة فى عصرنا قادرة على بناء نهضة مماثلة لما شهدناه قديماً اما ان الاوان ان يحتضن  المجتمع  مبدعية ويطلقهم يملاون الكون فناً وعلماً وابداع لكتابة فصل جديد من فصول حضارة المبدعين. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى