سيدات مبدعات

أجراس الماضى وغرفة الطوارئ

أجراس الماضى وغرفة الطوارئ

أجراس الماضى وغرفة الطوارئ

 

بقلم علياء حلمي

مع هطول المطر والنوافذ مغلقة وأصوات الرعد تدق فى القلوب فقد كان صوت الجرس يدوي بصخب في غرفة الطوارئ، حيث كانت تجلس منى تحاول تتذكر ما حدث لها فى هذه الليالى . كانت تشعر بصداع حاد في رأسها وبدأت تشعر بالذهول لأنها لا تتذكر شيئًا عما حدث فى ومن تكون ومع صدمات الكهرباء

بدأت تغوص في أعماق ذهنها، تحاول استرجاع ذاكرتها بينما الأطباء والممرضات يحيطون بها ويحاولون مساعدتها. وبينما كانت تحاول تتذكر، بدأت تتذكر صورًا متفرقة من حياتها وكلمات والدها التى كانت تهز نفسها وأصوات وصور مرعبة ولم تتذكر إلا مواقف لمعلمتها التى كانت تعاقبها وتحرجها أمام زملائها ودموعها التي جعلت اصحابها أثناء الفسحة يضحكون عليها وعن أصوات أمها وهى تسألها عما فعلته حتى تعاقبها المعلمة وعن الظلام الذى يجعلها لاتشعر بما تفعله أثناء الليل وبين صور من زفافها وسفر شهر العسل وأوقات سعيدة مع زوجها.

 

لكن فجأة، جاءت إحدى الممرضات وهي تحمل هاتفًا محمولًا وقالت لها بابتسامة مصطنعة: “أتذكرت الآن؟”، وأما منى فكانت تنظر بدهشة ورعب إلى الصور التي كانت تعرضها الممرضة، فكانت هي وزوجها يتبادلان القبلات والضحكات.

 

لم تستوعب منى ما حدث، لكنها بدأت تشعر بشيء غير مريح داخل قلبها ومع اخر جلسة للصدمات الكهربائية والممرضة بجانبها بدأت تتذكر مشاهد أخرى، مشاهد تظهر لزوجها وهو يتحايل عليها ويكذب عليها ويخونها مع ممرضة في المستشفى.

 

انهارت منى وهي تدرك الحقيقة المرة أمامها وإنها فقدت ذاكرتها من الصدمة والخيانة التي واجهتها، ولكنها بدأت تستعيد تفكيرها وتأملت الوضع.

 

بدأت تدرك أنها لا يمكن أن تبقى مع شخص يخونها ويكذب عليها، وقررت الانفصال عن زوجها رغم ضيق الوقت الذي عاشته. كانت قرارًا صعبًا لكنها كانت على يقين أنه لا يمكنها البقاء في علاقة مليئة بالكذب والخيانة.

 

ومنذ ذلك الحين، بدأت منى تبني حياة جديدة لها، حياة خالية من الكذب والخيانة، وتأملت في المستقبل بتفاؤل وثقة بالله والنفس وتعرفت على نفسها من جديد وتعرفت على أشخاص وأصدقاء جدد جددوا لها الحياة بفكر اخر تعلمت كيفية بناء الإنسان وابتعدت عن كل ماتسبب لها من وجع وقررت أن تعفو وتسامح لكن عن بعد وأثناء ذلك تعرفت منى على شاب خلوق يمر بتجارب مريرة ودائما كان يجلس وحيدا فى مكان تفضله منى فقد جمع بينهما النيل وشكل المراكب فقد كانت تلاحظه عن بعد فقد جذبها ذلك الشاب وتقربت منه وتقرب منها حيث توطدت العلاقات بينهما وتعلقا ببعضهما وكأن منى وجدت فى هذا الشاب كل أحلامها وأمانيها التى كانت تنتظرها منذ الصغر فعندما كان يحكى لها عن تجاربه المؤلمة كأنها قد تتشافى معه وكانت منى تندهش من كل مايحدث لها وعن وجود هذا الشاب فى حياتها وعن كل لقاء بينهما وعن استمتاعها معه وكأنها رجعت طفلة صغيرة تحلم وتتمنى وهذا هو شعور الشاب أيضا من خلال مجالسته لمنى فقد تحول حزنه إلى فرح وسعادة وفى يوم ما قررا أن يرتبطا بالزواج وقد حدث لهما نفس الشعور بالسعادةوالنشوة وفى نفس اللحظة الخوف من صدمات لكنهما تمسكا ببعضهما وتعانقا وقرر كل منهما عدم الاستسلام واختيار حياة أفضل مع بعضهما .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى