الصحة

تأثير مقالب اليوتيوبر على السلامة النفسية للمجتمع

بقلم د. شيماء عراقى  استشارى أرشاد أسرى وتعديل السلوك

تأثير مقالب اليوتيوبر على السلامة النفسية للمجتمع

بقلم د. شيماء عراقى

استشارى أرشاد أسرى وتعديل السلوك

هوس اللايكات وزيادة عدد المشاهدات دفع مستخدمى اليوتيوب فى إعداد مقالب تجذب نظر المتابعين .

من المعروف أن فن المقالب يهدف إلى الفكاهة والترويح عن النفس دون الأضرار وإلحاق الأذى بالأخرين

ولكن مع أرباح اليوتيوب أصبحت المقالب مصدر للربح فى جمع ملايين المشاهدات .

فأصبحت صناعة المقالب دون محتوى فكاهى يروح عن النفس

بل أصبحت المقالب بيئة خصبة للايذاء النفسي للمجتمع والمتابعين

فى ظل أجواء مشاهد كلها عنف وضرب وقد تمتد إلى إشعال الحرائق وتكسير محتويات المنزل بالإضافة إلى الإيذاء البدنى والترويع

مقالب لا حدود لها لا رادع أخلاقى ولا رداع دينى

الهدف صنع أكبر مشاهد من الأثارة وسط الضحكات والصريخ من صانعى المقالب .

ويظهر ذلك فى التنافس بين قنوات اليوتيوب فى التحديات وصناعة المقالب لجذب المتابعين ولتحقيق الأرباح.

فخرجت المزحة عن سياقها فتحولت من مزحة خفيفة تسعد القلوب وتصنع الأبتسامة إلى مزاح يسبب الإيذاء النفسي والجسدي.

 

فقد فاقت كل التوقعات فى صناعة المقالب وأمدت إلى صحة المجتمع النفسية وتعدت الأخلاق والأعراف

والتأثير السلبى على سلوكيات المتابعين من سلوكيات التنمر والتعود على الإهانة وسماع الشتائم والسباب

وترسيخ الكذب والخداع فى أذهان المتابعين وخاصة المتابعين من الأطفال والمراهقين .

وقد أعلن موقع يوتيوب عن خطورة مقاطع الفيديو التى تحتوى على المقالب والمزاح المؤلمة للنفس

والتحديات التى تؤدى إلى الموت أو الأصابة

ولكن فشل التطبيق فى فرض قواعده فى الحد من انتشار تلك المقالب ومقاطع الفيديو التى تؤثر على الصحة النفسية للفرد والمجتمع .

فلم يعد هناك حد فاصل للمزاح والمواد الضاحكة فأختلط أختيار تلك المقاطع على المتابع فيضطر إلى رؤية ومشاهدة المقطع ليتفاجئ أثناء المشاهدة بذلك المحتوى الصادم.

ولكن هنا قد حقق صاحب قناة اليوتيوب هدفه من زيادة عدد المتابعين للفيديو المعد وحقق أعلى نسبة مشاهدات .

فتلك الصدمة التى يتلقها المتابعين تظهر فى التعليقات السلبية ورفض ذلك المحتوى والتحذير منه لصاحب المقلب ولكن دون أن يلتفت إلى مايقدمه من محتوى مؤذى وضار

كل ما يريده تحقيق أعلى عائد من تلك المشاهدات والكومنتات.

تلك المقالب التى تصنع محتواها من واقع تفاصيل الحياة اليومية وما يسمى باليوميات.

فنجد التأثير النفسي على المجتمع من تلك المقالب والتحديات حيث يفقد الفرد الثقة بالعلاقات مع المحطيين به

بالإضافة إلى الفضول فى التقليد الأعمى والتشبة فى أفكارهم وعاداتهم وأسلوب حياتهم.

وعلى المجتمع ونبدأ من داخل الأسرة فى أختيار محتوى هادف والبعد عن مشاهدة تلك المقالب الصادمة التى تؤثر على سلوكيات ونفسية الأطفال و التى ترسخ الكذب والخداع لديهم.

وبالإضافة إلى تضيع الوقت فى مشاهدة تلك المقالب الصادمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى