فى سنة 2013 اختارت اليونسكو قرية صغيرة تابعة لمركز قويسنا فى المنوفية “أفضل قرية
نموذجية فى العالم ” .. الإختيار كان له أسباب كتيرة أهمها جمال ونظافة القرية اللى اتزرع فيها بالجهود الذاتية 2000 شجرة .. وحديقة كبيرة فى وسط البلد وقدام كل بيت وفى كل شارع كمية زهور وشجر تخليك تحس أنك ماشى فى باريس زى ما أهالى البلد بيسموها.
“اسمع منى” النهاردة حكاية “كفر وهب” اللى اتغيرت من حال لحال بفضل ناسها وشبابها .. البداية كانت سنة 1980 .. واحد من أبناء القرية اسمه مجدي عبد المقصود طالب في كلية الطب .. اتخرج وقرر يعمل حاجة لبلده .. كان ممكن زى ناس كتير يكتفى انه يفتح عيادة بأجر رمزى أو حتى مجانا يعالج فيها الناس .. لكن حلمه كان أكبر بكتير .. كان عايز بلده تبقى أحلى بلد فى الدنيا .
الدكتور عبدالمقصود بدأ بنفسه … وقبل ما يطلب من حد حاجة زرع شجرة قدام بيتهم .. وساعد اصحابه وقرايبه ومعارفه يزرعوا شجر قدام بيوتهم .. وجمع شباب القرية وعمل حملة تبرعات علشان يردم المصرف اللى فى نص القرية ومليان حيوانات نافقة وقمامة ونجحت الحملة وقدر الشباب يزرعوا جنينة كبيرة بدل المصرف .. وبقت الحديقة دى المتنفس للناس كلها .. بيسهروا فيها وبيعملوا فيها افراحهم والكل بيعتبرها بيته وبيحافظ عليها .
فى فترة قصيرة القرية بقت مليانة أشجار وزهور وفضلت عملية الصيانة ونظافة الشوارع مشكلة .. والحل بردو كان فى ايد الشباب .. عملوا جمعية لتنمية المجتمع وحصلوا مبالغ قليلة وجمعوا القمامة وبقت الشوارع أنضف من الصينى بعد غسيله .. ومن التبرعات قدروا يحافظوا على الأشجار والنظافة اللى بقت بتتكلف 5000 جنيه فى السنة .
طيب الشباب اللى بيحب بلده وقف عند كده وقال أنا عملت اللى عليا وأكتر ؟
“اسمع منى” الحكاية اكتملت بفصول محو أمية … كل الشباب المتعلم جمع شوية من الأهالى وعلمهم القراية والكتابة وبين يوم وليلة بقت نسبة الأمية فى البلد صفر .. الكل اتعلم .. ومش بس كده وبالجهود الذاتية قدروا أهالى القرية يرصفوا كل شوارعها وبقا اى واحد يزور كفر وهب ما يصدقش انه فى قرية صغيرة فى المنوفية .. الخضرة والزهور والجمال والنظافة فى كل مكان .. الإضاءات الحديثة خلت المنظر أجمل من ريف اوروبا .
شباب كفر وهب أنشأوا كمان مركز للشباب وملعب خاص ما يقلش عن ملاعب الاندية الخاصة ومن خلال جمعية تنمية المجتمع عملوا كمان مركز للتكنولوجيا ودخلوا الانترنت لكل بيت .. ومشروع اشتركت فيه كل بنات وسيدات القرية بيقدم المخبوزات والفطاير والكعك والبسكويت وجنبه مشغل للتطريز بيبع المنتجات بأسعار رمزية .
حتى مشكلة تلوث الماية اتغلبوا عليها بالجهود الذاتية وبتبرعات أهالى القرية أنشأوا محطة للتنقية فيها وحدة تعقيم بأشعة فوق بنفسجية، لقتل البكتيريا وتنقية المياه بدرجة عالية … وبقت الماية تخرج صالحة للإستخدام الآدمى .
“اسمع منى” الخلاصة فى كلمتين زى ما عودتكم .. قرية كفر وهب سكانها بالإرادة والعزيمة والعمل والحب حولوها فعلا لباريس المنوفية.
بقلم رشدى الدكن
زر الذهاب إلى الأعلى