أنين الصمت
بقلم علياء حلمي
في حى من أحياء القاهرة ولياليها الدافئة ، كان هناك فتاة رقيقة المشاعر مرهفة الإحساس تدعى ليالى و كانت ليالى فتاة جميلة وذكية، ولكنها كانت تعيش حياة صعبة بعد وفاة والديها وتركها بوحدتها في منزلهم الصغير وحول ذكرياتها وكتب الدها .
بعد شهور تقدم لليالى رجل ثري يدعى زياد للزواج منها ، وعلى الرغم من أنها لم تكن تعرفه جيدًا، إلا أنها رأت فيه فرصة للخروج من وحدتها وحتى يؤنسها ولتحسين حياتها وتوفير المال الذي تحتاجه . قبلت ليالي عرض زياد وتزوجته، ولكنها لم تدرك أن هذا سيغير حياتها بشكلٍ كبير.
بعد فترة وجيزة من الزواج، أدركت ليالي أن حياتها أصبحت سجنا وكسر كل طموحها وكان يعاملها بوحشية فهو كان رجلا طموحا وجشعا، وكان يستغل ذكاء وفكر ليالي فى عمله ويجبرها على إدارة أعماله دون أى مقابل وكانت توافق إرضاء لغروره وحتى يعاملها معاملة بكل ود وحب فهو يعاملها بود بمزاجه كما كان يخفي عنها الكثير من الأمور ويكذب عليها بشأن حقيقته التى تكتشفها أثناء العمل معه ولكنها لم تواجهه خوفا من الرجوع لوحدتها ولم تستسلم ليالي ورسمت لنفسها حياة كوسيلة للهروب من الواقع القاسي. وبدأت تخلق عالمًا داخل رأسها وإحساسها وبدأت ترسمه كأنه الفارس الحنون المنتظر اصبحت تنام كثيرا حتى تهرب من الواقع وتعيش مع خيالها السعيد ورسمت نفسها معه وهى تسافر حول العالم وتكون ناجحة في حياتها المهنية والزوجية حيث كان لها عاشقا مجنونا بها فقد كانت مولاته دائما فقد كان يقبل قدميها ويعشق كل ملابسها فقد كانت أميرته فكانت ليالي لاتستيقظ لأيام .
وفى ليلة من الليالي حنّ زياد لليالي وبدأ يلتفت إنها لم تستيقظ وكأنه مندهشا لذلك ولكن ليالي كأنها ترفض إيقاظها ول
ولكن لامفر قد صدمت ليالي بصوت زياد وتحاول سارة الهروب من واقعه وأن تسترجع حلمها و جزءًا من حياتها المفقودة عن طريق حلمهاولكن الوقع فرض نفسه وجعلت حياتها ومتطلبات البيت وإعداد وجبات رائعة لنفسها، وتجعل كل يوم عيد ميلادها وتشتري هدايا لنفسها. بالإضافة إلى ذلك، فقد أهملته وغيرت حياتها بمقابلة الجيران وبعض السيدات وكونت مجموعات نسائية وأقيمت ندوات حتى تسمع شكواهن وتساعدهن في تحقيق أحلامهن وتوفير فرحة لهن التى افتقدتها حتى لايقعن مثلها ، مما جعلها تشعر بالسعادة والإرتياح على الرغم من محنتها.
مع مرور الزمن، أدركت ليالي أنها لا يمكن أن تعيش فى ذلك السجن من واقع وخيال تتمناه وتحلم معه وتعيش حياة زوجية كاملة فقد أصبحت فى صراع نفسى بين حقوقها وكرامتها في العالم الحقيقي. بدأت تتعلم المزيد حول حقوق المرأة والقوانين التي تحميها.
بدأت ليالى بالتحرك ضد زياد وتعيش حياة منفصلة نهائيا حتى فى يوم من الأيام دق الباب وفتحت ليالي الباب تفتجأن بفارسها الذى يعيش معها فى عالم خيالها أمامها فأغمى عليها وعندما أفاقت ظلت تنظر إليه بصمت واستغراب وحيرة وأسئلة كثيرة فى فكرها ورغم كل ذلك فرحة به وكأنها لن تصدق نفسها واخذها بين أحضانه وشعرها بأمان وطبطب عليها وعلى شعرها حتى نامت استيقظت ليالى ولم تجد فارسها فحدث لها شرود وصمت لأيام وقد قامن اصحابها بزيارتها وخدمتها هذه الفترة وعندما استعادت صحتها تقدمت بطلب الطلاق وكانت مستعدة لمواجهة العقبات التي ستواجهها في سبيل استعادة حقوقهاو تمكنت ليالي من الحصول على حقوقها واستقلالها النهائي.
فقد كانت قوة وصمود ليالي قوي وقد كان خيالها سلاحًا قويًا وهروبا من واقعها وكانت تتمناه لكنه فى بدايته ونهايته حلم رسمته وحطمت به واقعها وجعل منها صاحبة إرادة صانعة حياة لنفسها وكل ذلك معناه تتلخص فى صدق وأمان وحب وعزيمة
