سياج الأمان
بقلم الأديبة والشاعرة والكاتبة الصحفية
حنان فاروق العجمي
هل تعلم معنى الألم؟
إحساس يُشعرك بأنك إنسان هش في موضع ضعف ولكن الإنسان الذي يستطيع التَّغلُّب على ألمه هو الذي يملك القوة والقدرة على مواجهة كل صعب ليس لأنه خارق وخارج عن قوانين الطبيعة وإنما هو عبارة عن بناء متراكب من الخبرات الحياتية والمواقف التي جعلته صلباً لا ينكسر بسهولة قادر على إيجاد حلول مناسبة للتحايل والتعايش مع ظروفه في جميع حالات ألمه الجسدي والمعنوي النفسي فيمكن التغلب على ألمه الجسدي بحلول الأرض واللجوء للأطباء والتوجه إلى الله بالدعاء والصبر على الابتلاء أمَّا عن الألم النفسي إن استطاع تجاوزه فاعلم أنه إنسان قوي البنية النفسية وقد مر بالكثير الذي أكسبه قوة التَّحمُل والتَّكيُّف مع كافة الأوضاع بحياته ولكن يبقى الأذى النفسي بداخله كبؤرة تصرخ من آن لآخر لتُذَكِّره بأن الثقة لا تُمنح بسهولة لأي أحد وأن عليه أن يَشُك بالجميع ولا يثق بأي مخلوق إلى أن يَثبُت العكس فيكون حريصاً دائماً في تعاملاته مع المحيطين به وتظل الدائرة القريبة منه خالية دائماً لا يمَسها إنسان ليُوفر لنفسه مساحة خاصة يستطيع أن يشعر فيها بالأمان كحاجز للحماية ضد الصدمات الذي يظل يتوقعها دائماً بسبب بؤرة الألم التي تقع داخله وتُمثِّل له جرس إنذار مسموع الصوت عند الإحساس باقتراب أحدهم ومحاولته اختراق حاجز الأمان الذي وضعه كسياج حامٍ حول نفسه
فاحرص على الثقة لأنها كنز ثمين لا يُعطى لأي زائر قريب من موقعك وقلعتك الخاصة قبل المرور بكافة الاختبارات اللازمة لإمكان تحديد موقعه على مسافة كافية من حاجزالأمان.
زر الذهاب إلى الأعلى