الأدب والشعر

اليمن ….. الشاعر / محمد منصور

اليمن ..... الشاعر / محمد منصور

اليمن ….. الشاعر / محمد منصور

وها قد جِئنا لليمن السَّعيد
لنا أهلٌ ومن زمنٍ عَهِيدِ
هي قلبي‘بروحي والحنايا
هي دمٌّ ويجري في وريدي
وكم من عالمٍ وُلِدَ بأرضي
وكم قد عشنا بالرأيٍ السديدِ
أنا اليمنُ بكلِّ الفخر أحيا
وذا شعبي المُلَقَّبُ بالفريدِ
ولي أرضُ العلا تسمو وأحظى
بشعبٍ ماهرٍ لا بالبليدِ
وكم من غاصبٍ سرقوا بلادي
وكم إنسٍ كشيطانٍ مريدِ
وكم من حاقدٍ يأتي إليَّ
وكم بشرٍ بنا دوماً تكيدِ
وكم كنت معينا للضعيف
وكم كنت ملاذاً للشَّريدِ
طريق الخير كم أسعى إليهِ
وأدعو الله بالعمر المديدِ
فكم غيثٍ وأحيا النَّاسَ فينا
وكم خبزوا وجاء من السميدِ
وكم جَدُّوا بليلٍ أو نهارٍ
وكم بذلوا من الجهد الجهيدِ
وها شعبي برفع الرأس يسمو
وكم عاشوا بعيشٍ بي رغيدِ
أجادوا في ركوب البحر دوماً
وجدُّوا في غراسٍ أو حصيدِ
وكم صعدوا الجبالِ ومهَّدوها
وكم بذلوا وكم عملٍ مفيدِ
وكم يبنوا وكم نشروا عماراً
فقد صنعوا وبالحرف العديدِ
وها بلدي بها عاش الجدودُ
وكم طابت لأبني والحفيدِ
وكلِّ الناسِ قد جاءت إلينا
سواءٌ من قريبٍ أو بعيدِ
وكم كريهةٍ حلَّت بأرضي
هزمنا كلَّ جبَّارٍ عنيدِ
وكم خَصمٍ يهدِّدني بأرضي
وبالأعداء كم أرضٍ تميدِ
وُلِدنا لا نخاف الموت دوماً
وفي الحربِ فعزمي من حديدِ
وقفنا في وجوهِ الخَصم صفَّاً
وكم في الحربِ من رجُلٍ عتيدِ
وكم دامت لنا حصنأً حصينا
وكم قد انجبت لي من وليدِ
وكم في الحربِ من قلبٍ جسورٍ
وكم في الحرب من جندٍ وطيدِ
على أرضي فكم سالت دماءٌ
وكم ضحَّى هنا وكم شهيدِ
يعيشُ العبدُ في ضعفٍ وذُلٍّ
وأنَّ الحرَّ يفعلُ ما يريدِ
وفي وقت النزال هنا نسودُ
لنا في الحرب كم بشرٍ تُجيدِ
وتاريخٍ لشعبي في الجِهادِ
نؤيَّدهُ وكم له من رصيدِ
وأطفالٍ لنا فرحوا بعزٍّ
وكم غنُّوا وها صوت النشيدِ
فرأي الجمع أقوى من أحادٍ
ورأي الحرِّ أقوى من العبيدِ
أرى بلدي ارى شعبي كِباراً
وهل يمنٌ عن الحقِّ تحيدِ
ومن سبإٍ إلى فتحٍ مضينا
وكم خَطَّت من العصر المجيدِ
وكم فرحتْ بنصرٍ أو بفوزٍ
وكم زانت وكم لها من عيدِ
وكم نارٍ مِراراً قد أغاروا
وكم جاءَ من بطشٍ شديدِ
وكم من شِدَّةٍ أتت علينا
وها نرضى بقوتنا الزهيدِ
وكم نارٍ هنا صارت رماداً
وكم طابت جِراحٌ من صديدِ
وكم قحطٍ وقد أتى إلينا
هنا صبرواعلى أكل الرَّبيدِ
ومن الأبناء من كان حكيماً
وكم من ماهرٍ دون البليدِ
وها جيشي بكلِّ الجند يحوي
لواء أو عقيدا بل عميدِ
وفي يوم القتالِ هنا يكونوا
رجالي من عدوٍّ كم تصيدِ
نمدُّ السِّلْمَ في كلِّ البرايا
وها خصمي بميْتٍ أو قعيدِ
فهيَّا يا بلادي وحِّدينا
لجمع أُمَّتي عيدي وزيدي
وهيَّا وحِّدوا كلَّ الشُّعوبِ
لكي نقوى‘هنا بيت القصيدِ
قلوبُنا بلون الثلج قطعاً
وكم علا جبالي من جليدِ
وإن تصفو النفوسُ نرى رقيَّاً
وكم فضلٍ أتانا من الحميدِ
فهيَّا وحِّدوا كلَّ الصفوف
لننظرهُ سعيداً من جديدِ
وهيَّا أُمَّتي عيدي زماناً
يُذكِّرنا بهارون الرشيدِ
بقلمي الشاعر / محمد منصور

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى