منوعات

جفاء الأخوة

جفاء الأخوة

جفاء الأخوة

إن زرتني زرتك و إن أعطيتني أعطيتك و إن أحسنت إلي أحسنت إليك، فمن يقيسون عطاء الأخوة بقانون الأخذ و العطاء لن يحصدوا سوى جفاف المشاعر و تصحر الأحاسيس و تباعد المسافات.
الأُخُوّة ليست علاقات صداقة تنهيها حين يغدر بك الصديق و يخون، هي دم يجري في عروقك، لذلك حتى لو تجاهلت وجوده في حياتك فستصرخ كريات الدم في عروقك لتشعرك بالحنين إليه.
روعة الأخوة أن تشعر أختك أو أخاك بقيمته في حياتك باشتياقك له، بأن أمره وهمومه ومشكلاته تعنيك، بأن دموعه تنحدر من عينيك قبل عينيه، أن تسنده قبل أن يسقط، أن تكون عكازه قبل أن يطلب منك ذلك.
الأخوة ليست أسماء مرصوصة في بطاقة رسمية و لا أوراقاً مرسومة في شجرة العائلة و لا أرقاماً هاتفية مسجلة في هاتفك، أنتم أخوة، حملتكم الرحم نفسها و أرضعتكم الأم نفسها و عشتم في البيت نفسه و أكلتم من الصحن نفسه و شربتم من الكأس نفسها و احتفظتم بالذكريات نفسها و لذلك لن تستطيع أن تمحو كل ذلك و حتى لو حاولت ستشعر في نهاية كل يوم بتأنيب الضمير، فالدم الذي يسري في عروقك، سيشعرك بالحنين لأُخوة يقاسمونك كريات دمك نفسها.
من الضروري أن تضع خطوطاً حمراء لزوجتك ( أو لزوجكِ) و لأبنائك و بناتك حين يكبروا و لا تسمح لهم بتجاوزها فيما يختص بإخوانك و أخواتك، فأغلب مشكلات القطيعة بين الإخوة تكمن في تدخل الزوجات أو الأزواج و الأبناء و البنات و إيغار صدور الإخوة على بعضهم البعض، لذلك لا تسمح لهم أو لغيرهم أن يتدخلوا في تشكيل إطار علاقتك بإخوتك و يدفعوا بك نحو طريق القطيعة و البعد و إذا ما سمحت بذلك فسترى المشهد نفسه يتكرر بين أبنائك و القطيعة تدب بينهم و أنت تتحسر عليهم.
فإياك ثم إياك أن تفرط بأخوتك من أجل أي شئ في هذه الدنيا فكل شيئ يمكن تعويضه، الزوج يأتي مكانه زوج آخر و الأبناء يأتي غيرهم من الأبناء و لكن أخوتك إن ذهبوا فلن يأتي غيرهم وصدقت المراة التي خيروها بين زوجها و ولدها و أخيها أيهم تختار، فاختارت الأخ و قالت قولتها التي حفظها التاريخ ( الزوج موجود و الإبن مولود و الأخ مفقود )
 فأي دين غير إسلامنا يهتم بقوة الروابط بين الأخوة ، فهنيئاً لكل واصل رحم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى