مخاض إعصار
بقلم الأديبة والشاعرةوالكاتبةالصحفية
حنان فاروق العجمي
يوم بكى القمر عليها
وأقسم لَيَأخُذ بالثَّأرِ من أجلِ عينيها
يوم ذرفت السماءُ دموعَها
يوم جفَّت بحورُ الأشعار
واحترق قلبُها بِحَرِّ النار
وأقسَمَت روحها لا انهيار
يوم تَبَدَّل دمُ شرايينِها
حِمَمًا تُطَوِّقُ نحرَها
ووَدَّعَت دنياها
وسَكَنَت خلجاتُ صدرِها
وسَجَدَت ضارِعةً لله أهدابُها
يوم نُزِعَت رحمة قلوبٍ وارتَدَت أطماعَها
بِطلاءٍ أسود زَيَّنت جدرانَها
لَوَّحَ الربيع بيدهِ مُوَدِّعا سنينها
وأوراقَ الخريفِ كانت فراشَها
وعَصَفَ الرِّيحُ بِشراعِها
وكسا الثلجُ جسدَها
لهيبٌ أحرَقَهُ وجَرَفَهُ إعصارُ عذابِها
مخاض ونتاج انفجار
وشَطَطِ الشامتين وعجزِهم في حربها
أَقسَمَت لن تُفَرِّطَ بعقلها
وليَكُن ما يَكُن لِيَعُم الجميعَ دمارُها
فليحترقوا ببؤسِهم وبؤسِها
يا أرض اشهدي طوفانها
لن تُبقي على شيء وسيَحيا موتُها
ليتقلبوا بِجمرٍ أصابها
يا حقد أَشعِل نفوسَهُم قِف مُنصِفًا لها
يا ميزان الحق امنحها حريتها
كَفى جَوْرًا أَخلوا طريقَها
لتأخذوا الشفقةَ وعطفَكُم بعيدًا
احملوا عُقَدَكم واتركوها لِجنانها
ألا يوجد رحيم ! هو مُدَبِّر حالها
يالله فَرِّق أحزابَهم وكُن لها
إنه مُنتهَى رَجائها